هدية ألى بابا يسوع

" جاكلين " بنت صغيرة جميل شقاوتها بسيطة و لطيفة ،

تذهب ألي حضانة الكنيسة ، و فى الكنيسة تتعلم المبادىء المسيحية السليمة

و تصلى في الكنيسة صلاوات بسيطة على قدها و تتناول من الاسرار المقدسة

و هى تنتظر العيد ( عيد الميلاد - عيد بابا يسوع ) لكى تحتفل به

مع أسرتها و أصحابها و أقاربها في كل مكان .

و فجأة وردت في ذهنها فكرة و قالت لماما :

لية يا ماما ما نقدمش هدية لبابا يسوع في عيد ميلاده

زى ما أنا في عيد ميلادى ناس كتير بيقدمولى هدايا 000

ردت ماما و قالت : طبعا ممكن يا جاكلين نقدم هدية لبابا يسوع

جاكلين قالت : ازاى يا ماما نقد لبابا يسوع هديه 00 ؟؟ و فين 00 ؟؟

ماما قالت : اشتري يا جاكلين انتى أي هدية و حانروح سوا نقدمها

لبابا يسوع

فرحت جاكلين جدا و نامت طول الليل تحلم بالهدية التى حا تقدمها

لبابا يسوع

و تشتريها أمتى و من أى محل و هي أية الهدية 00 و 00

و في اليوم التالي بعد ما رجعت جاكلين من الحضانة ذهبت مع ماما

و أشترت هدية جميلة جدا لبابا يسوع بكل الفلوس اللي معاها

و كانت فرحانة حا تطير من الفرح و تقول : يا لله يا ماما

و علشان ماما ساكنة في المنطقة من مدة و تعرف معظم الناس

و حالاتهم الاجتماعية و ظروفهم 000

أخذت ماما جاكلين الي بيت متواضع و طرقت الباب و فتح لها

و دخلت جاكلين مع ماما و كان بيت متواضع بسيط

و قالت ماما لجاكلين قدمى الهدية اللي معاكى لهذه البنت

فأعطت جاكلين الهدية للبنت الصغيرة و هى مستغربة

و شكر أهل البيت جاكلين و أمها ، كما شكرتهم الصغيرة أيضاً

و عندما خرجوا من البيت أخذت جاكلين تتمتم بعض الكلمات

باستغراب 00 و قالت ماما : أنا مش مبسوطه يا ماما

فقالت ماما : ليه يا جاكلين ؟

قالت جاكلين لأنى لم أرى بابا يسوع و لم يأخذ هو الهدية

فردت ماما قائلة : لا يا جاكلين 00 بابا يسوع أخذ الهدية

جاكلين : يعنى البنت دى حا توصل الهدية لبابا يسوع

ليه أنا يا ماما ما وصلهاش بنفسى لبابا يسوع

ماما قالت :لأ يا جاكلين 00 البنت مش حا توصلها لبابا يسوع

بابا يسوع أخذها هو 00 أزاى يا ماما ؟؟

ماما : لما نروح البيت يا جاكلين حا وريكى كلام بابا يسوع و أزاى أخذها

و عندما وصلوا البيت قالت ماما جاكلين :

هاتى الانجيل يا جاكلين

أحضرت جاكلين الانجيل 000 ماما : افتحي انجيل متى

و هاتى الأصحاح : 25 00 أقرأى الآية : 40

ففتحت جاكلين و قرأت :

" الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى

هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم "

فرحت جداً جاكلين و أقتنعت و أطمأنت لأنها قرأت الانجيل بعينها

و قالت في نفسها :

" أشكرك يا رب لأنك أعطيتنى أنا الصغيرة فرصة

لكى أعبر فيها عن مدى حبى الكبير لك

يا رب قدرنى أن 00 أعمل 00 و أعمل 00

و أعمل 00 لأخوتك "

}{ من له أذنان للسمع فليسمع }{

عيد بابا يسوع

المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و بالناس المسرة (لو 2 : 14 )

منظر الشيخ الجليل ، ذي اللحية البيضاء ، و اللباس الأحمر ،

و الحنان يقطر منه ، و هو يحمل كيس هداياه إلي الأطفال في عيد الميلاد ،

منظر جميل ، رائع ، يأخذ بمجاجمع القلوب ، و يشدك اليه

فيدخل إلي النفوس ، و يستحوذ علي القلوب بدون استئذان

إنه يمثل المحبة المسيحيه و العطاء و التضحية ، انه 00

بابا نويل

و لا يقل عنه جمالا ، منظر شجرة العيد الخضراء تحتل كل بيت مسيحي 0

مزركشه و ملونة بالزينةو الشرائط الكهربائية الخلابة ، و منسقة بصورة

مدهشة فالكل يتفنن في تجميلها و تنسيقها و تلوينها ، و لا يبخل عليها بالزينة

المستوردة بثمن غالي ، انها تحتل صدر البيت و تحتل القلوب !!

أما عن الاحتفالات في الميلاد و رأس السنة الميلادية ،

فحدث و لا حرج

فما من مطربة أو مطرب أو فندق الا و يحتفل بهذه المناسبة 00 !!

يحتفل بمن 00 ؟ 000 لست أدري 00 !!

المهم الدعايات تملأ الفضائيات و الصحف و المواقع الالكترونية

فالمطربة فلانة ستغرد بهذه المناسبة ، و سيكون إلي جانبها النجم علان

صاحب الصوت الجبلي ، و سيكون العشاء ملوكياً،

و الجوائز ما لا تخطر على بال ، أما الحضور مقصور على الأزواج و العائلات

و السهر سيكون ملوناً ، ساهراً ، و سيشرب الجميع نخب السنة الجديده

و نخب بابا نويل و نخب المطربة التى تلبس 00 و التى لا تلبس !!

سهرة حتى مطلع الفجر 00 !! 000 ستكون ليلة الليالي 00 !!

ترتسم و تنطبع في الضمير و الوجدان .... هكذا تقول الدعاية ،

و هكذا يخبر القائمون عليها ، و تفكيرهم ينصب فقط في الجيوب

و أوراق البنك نوت 00 و الدولارات الخضراء 00 !!

لا يهمهم الطفل يسوع صاحب العيد

و الذى لأجله غنت جوقات الملائكه لأول مرة ، و لأجله فرحت السماء ،

و فرحت الأرض ، و فرحت الملائكة 00 لأجله 00 و لأجله فقط 00 !!

حقاً الأمر محزن 00 جداً 00 فالعيد فقد لونه و جوهره ، فغدا هذا العيد ،

عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح

أم عيد بابا نويل ، و الشجرة المزركشة ، و عيد الزينه و المظاهر

و الأحتفالات 00 أما الطفل الإلهى فنسيناه ، و تركناه خلفنا

و ما دعوناه إلى أحتفالنا و إلى قلوبنا ، و هو صاحب العيد 0

و نفتح الهدايا ، و نشرب نخب فلان و فلانه و نضحك 00

و ننسى أن نعايد السيد ، صاحب العيد ، و ننسى أن نهديه و لو هديه صغيرة

هو لا يريد شيئاً منا، لا يريد هدايانا ، يريد فقط أن يكون في فكرنا ،

و في مغائر قلوبنا ليعطينا الدفء و الأمان ، يريد فقط أن نقبله في ضمائرنا ،

و أن نغنيه و نسبح له و نرنم مع الملائكة

" المجد لله في الأعالي ، و على الأرض السلام ، و بالناس المسرة "

كثيراً ما يحضر الطفل الألهي إلى بيوتنا ، فيبقى جانباً ، و لا نلتفت أليه ،

و لا نهتم بحضوره ، فيخرج كما دخل بهدوء ، و الألم يعتصره .

قد يقول قائل ، صدقنى ما رأيناه ، و ما شهدناه ، و ينسى الأحباء أن يسوع

قد يأتي بثياب طفل صغير لجارنا الفقير ،

و ينسى الأحباء أنه قد أتى في ثياب يتيم مد يده الراجفة و زجرناه !!

أحب بابا نويل ، أحب أن أزين الشجرة التي في بيتي ،

و لكنني أموت حباً برب الميلاد ، رب المحبه ،

الطفل الذى جاء في ملء الزمن ، ليغرد في مغائر قلوبنا و يدفئ

سراديب حياتنا و يرفعنا إلى الأعالي ، لنرنم مع جوقات السماء ،

ترنيمة مازال صداها يرن في جنبات الارض المقدسة و الي أقاصي الأرض .

يسوع ستبقى أنت العيد 00 يسوع ستبقى أنت الفرح

يسوع ستبقى أنت الطريق و الحق و الحياة

" المجد لله في الاعالى ، و على الارض السلام ، و بالناس المسرة "

}{ من له أذنان للسمع فليسمع }{