الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

عيد بابا يسوع

المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و بالناس المسرة (لو 2 : 14 )
منظر الشيخ الجليل ، ذي اللحية البيضاء ، و اللباس الأحمر ،
و الحنان يقطر منه ، و هو يحمل كيس هداياه إلي الأطفال في عيد الميلاد ،
منظر جميل ، رائع ، يأخذ بمجاجمع القلوب ، و يشدك اليه
فيدخل إلي النفوس ، و يستحوذ علي القلوب بدون استئذان
إنه يمثل المحبة المسيحيه و العطاء و التضحية ، انه 00
بابا نويل
و لا يقل عنه جمالا ، منظر شجرة العيد الخضراء تحتل كل بيت مسيحي 0
مزركشه و ملونة بالزينةو الشرائط الكهربائية الخلابة ، و منسقة بصورة
مدهشة فالكل يتفنن في تجميلها و تنسيقها و تلوينها ، و لا يبخل عليها بالزينة
المستوردة بثمن غالي ، انها تحتل صدر البيت و تحتل القلوب !!
أما عن الاحتفالات في الميلاد و رأس السنة الميلادية ،
فحدث و لا حرج
فما من مطربة أو مطرب أو فندق الا و يحتفل بهذه المناسبة 00 !!
يحتفل بمن 00 ؟ 000 لست أدري 00 !!
المهم الدعايات تملأ الفضائيات و الصحف و المواقع الالكترونية
فالمطربة فلانة ستغرد بهذه المناسبة ، و سيكون إلي جانبها النجم علان
صاحب الصوت الجبلي ، و سيكون العشاء ملوكياً،
و الجوائز ما لا تخطر على بال ، أما الحضور مقصور على الأزواج و العائلات
و السهر سيكون ملوناً ، ساهراً ، و سيشرب الجميع نخب السنة الجديده
و نخب بابا نويل و نخب المطربة التى تلبس 00 و التى لا تلبس !!
سهرة حتى مطلع الفجر 00 !! 000 ستكون ليلة الليالي 00 !!
ترتسم و تنطبع في الضمير و الوجدان .... هكذا تقول الدعاية ،
و هكذا يخبر القائمون عليها ، و تفكيرهم ينصب فقط في الجيوب
و أوراق البنك نوت 00 و الدولارات الخضراء 00 !!
لا يهمهم الطفل يسوع صاحب العيد
و الذى لأجله غنت جوقات الملائكه لأول مرة ، و لأجله فرحت السماء ،
و فرحت الأرض ، و فرحت الملائكة 00 لأجله 00 و لأجله فقط 00 !!
حقاً الأمر محزن 00 جداً 00 فالعيد فقد لونه و جوهره ، فغدا هذا العيد ،
عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح
أم عيد بابا نويل ، و الشجرة المزركشة ، و عيد الزينه و المظاهر
و الأحتفالات 00 أما الطفل الإلهى فنسيناه ، و تركناه خلفنا
و ما دعوناه إلى أحتفالنا و إلى قلوبنا ، و هو صاحب العيد 0
و نفتح الهدايا ، و نشرب نخب فلان و فلانه و نضحك 00
و ننسى أن نعايد السيد ، صاحب العيد ، و ننسى أن نهديه و لو هديه صغيرة
هو لا يريد شيئاً منا، لا يريد هدايانا ، يريد فقط أن يكون في فكرنا ،
و في مغائر قلوبنا ليعطينا الدفء و الأمان ، يريد فقط أن نقبله في ضمائرنا ،
و أن نغنيه و نسبح له و نرنم مع الملائكة
" المجد لله في الأعالي ، و على الأرض السلام ، و بالناس المسرة "
كثيراً ما يحضر الطفل الألهي إلى بيوتنا ، فيبقى جانباً ، و لا نلتفت أليه ،
و لا نهتم بحضوره ، فيخرج كما دخل بهدوء ، و الألم يعتصره .
قد يقول قائل ، صدقنى ما رأيناه ، و ما شهدناه ، و ينسى الأحباء أن يسوع
قد يأتي بثياب طفل صغير لجارنا الفقير ،
و ينسى الأحباء أنه قد أتى في ثياب يتيم مد يده الراجفة و زجرناه !!
أحب بابا نويل ، أحب أن أزين الشجرة التي في بيتي ،
و لكنني أموت حباً برب الميلاد ، رب المحبه ،
الطفل الذى جاء في ملء الزمن ، ليغرد في مغائر قلوبنا و يدفئ
سراديب حياتنا و يرفعنا إلى الأعالي ، لنرنم مع جوقات السماء ،
ترنيمة مازال صداها يرن في جنبات الارض المقدسة و الي أقاصي الأرض .
يسوع ستبقى أنت العيد 00 يسوع ستبقى أنت الفرح
يسوع ستبقى أنت الطريق و الحق و الحياة
" المجد لله في الاعالى ، و على الارض السلام ، و بالناس المسرة "
}{ من له أذنان للسمع فليسمع }{

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق